مسلسلات رمضان المصرية- أبطال خارقون و كوميديا اجتماعية

المؤلف: خالد السليمان10.05.2025
مسلسلات رمضان المصرية- أبطال خارقون و كوميديا اجتماعية

عبر منصة التواصل الاجتماعي الشهيرة "تيك توك"، عثرتُ على مقتطفات متنوعة من المسلسلات الرمضانية المصرية، وذلك بعد انقطاع طويل عن متابعة البرامج التلفزيونية العربية. وبصراحة، لم أتعرف على أغلب نجوم هذه الأعمال الدرامية، إذ أن علاقتي بالشاشة العربية قد فُصمت منذ سنوات مديدة، وخلال هذه الحقبة الزمنية، بزغ جيل جديد من الفنانين والفنانات الموهوبين والمبدعين!

تبدلت الوجوه وتنوعت الحكايات والقصص، لكن الطابع السائد الذي طغى على مقاطع المسلسلات التي شاهدتها كان يتمثل في شخصية البطل الخارق الذي لا يخشى شيئًا ولا يقهر، بالإضافة إلى الصراخ والنبرة الصوتية العالية التي يتميز بها هؤلاء الأبطال الخارقين، هذا فضلًا عن انتشار موضة العضلات المفتولة، وظهور جميع الممثلات في أبهى حلة، وكأن معايير الجمال في هذا المجتمع قد بلغت ذروة النقاء والصفاء في هذه المسلسلات!

في مسلسل "حكيم باشا"، نشاهد نسخة من سوبرمان ولكن بنكهة ريفية، مع ثراء فاحش وهيمنة مطلقة، ولمسة كوميدية تضفي على شخصيته جاذبية لدى المشاهدين. ولكن الكارثة تكمن في مغارته الجبلية التي تفتح بأكواد الأبواب المنزلية المتوفرة في محلات الأقفال، فهي عبارة عن نسخة معاصرة من مغارة علي بابا المزدحمة بالكنوز والجواهر، بالإضافة إلى المزج بين الحياة الريفية وبين مظاهر البذخ المتمثلة في القصور الفاخرة والسيارات الفارهة وغياب تام لسلطة الدولة في التحكم بحياة المواطنين، الأمر الذي يجعل كلمة حكيم باشا أقوى وأنفذ من كلمة الحكومة نفسها!

وفي مسلسل آخر، يظهر البطل "فهد" بهيئة "بات مان"، حيث يتمتع بقدرة فائقة على ضرب جميع الممثلين المشاركين في العمل، وربما المشاهدين أيضًا، مع عدم إغفال وجود القوى العظمى المتمثلة في "المعلمة" التي تجلس في دكانة متهالكة، ولكنها تتنقل بين الأزقة بسيارة مرسيدس من أحدث طراز!

لا أخفيكم سرًا أنني وجدت متعة كبيرة في مشاهدة بعض المقاطع، خاصة وأن تطبيق "تيك توك" يتميز بخاصية الاستمرار في عرض المقاطع المتسلسلة أو المتشابهة، وكأنه يقرأ أفكارك وميولك، حتى وإن قمت بفتح مقطع عن طريق الخطأ، فعليك أن تتحمل ذكاء البرنامج الاصطناعي، حتى وإن كان غبياً في تقدير زلتك في مشاهدة مقطع لا يروق لك مذاقك!

وبما أن الجلسات العائلية هي بهجة شهر رمضان، فإن مشاركة مشاهدة مسلسل "أم صامل" مع العائلة أصبح أمرًا ضروريًا، وعلى الرغم من امتعاضي في البداية، إلا أنني وجدته مسلسلاً لطيفًا، وقد تميز الممثلون فيه بخفة الظل والإيقاع السريع للأداء الذي يكسر حاجز الرتابة والملل المعتاد في العديد من المسلسلات المحلية، كما أنني شاهدت حلقتين من مسلسل "شباب البومب"، ووجدته أكثر نضجًا في توجيه الرسائل الاجتماعية من ذي قبل!

باختصار، تبقى شاشة رمضان جزءًا لا يتجزأ من تقاليد الشهر الفضيل، وتبقى أذواقنا متمسكة بجهاز التحكم في المشاهدة، كما يفعل معظم الناس، أو الامتناع عن المشاهدة، كما كنت أحاول أن أفعل طوال السنوات الماضية!

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة